ثانوية عمرو عالم الأعدادية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تلاميذ ثانوية عمرو عالم الإعدادية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم، المرجو من الأعضاء تنظيم مشاركتهم لكي يسهل تصفح المنتدى وشكرا
إعلان : السلام عليكم. سوف يتم إنشاء منتدى الإعلاميات والأنشطة الموازية في مؤسسة عمرو عالم تحت إشراف الأستاذ وهنين، حيث سوف يتم الاستفادة من هذا المشروع جميع تلاميذ المؤسسة. أما بالنسبة للتلاميذ الفاعلين والمسيرين فسوف يتم انتقاؤهم حسب رغبتهم ومدى مشاركتهم.
من فضلكم لا يسمح الا بالمواضيع والردود المكتوبة باللغتين العربية الفصحى او الفرنسية. تجنب الكتابة بالعامية او بالتعبير عربيا كاتبا بالفرنسية

 

 حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
rachid-lamaachi

rachid-lamaachi


عدد الرسائل : 46
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 25/10/2009

حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه Empty
مُساهمةموضوع: حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه   حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه I_icon_minitimeالإثنين 26 أكتوبر - 10:57

حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه
وعن أبي حمزة أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه رواه البخاري ومسلم.


--------------------------------------------------------------------------------


هذا حديث أنس -رضي الله عنه- وهو الحديث الثالث عشر من هذه الأحاديث النووية. قال: عن أبي حمزة أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

"لا يؤمن أحدكم": هذه الكلمة تدل على أن ما بعدها مأمور به في الشريعة، إما أمر إيجاب أو أمر استحباب، ونفي الإيمان هنا قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان -كما أحضرنيه بعض الأخوة-: لا يؤمن أحدكم إن هذا نفي لكمال الإيمان الواجب، فإذا نُفِي الإيمان بفعل دل على وجوبه، يعني: على وجوب ما نفي الإيمان لأجله.

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه دل على أن محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه واجبة، قال: لأن نفي الإيمان لا يكون لنفي شيء مستحب، فمن ترك مستحبا لا ينفي عنه الإيمان، فنفي الإيمان دال على أن هذا الأمر واجب، فيكون إذاً نفي الإيمان نفي لكماله الواجب، فيدل على أن الأمر المذكور، والمعلق به النفي يدل على أنه واجب.

إذا تقرر هذا فقوله هنا: لا يؤمن أحدكم حتى. .. له نظائر كثيرة في الشريعة يعني: في السنة: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه وهكذا إذا تقرر ذلك فإن نفي الإيمان فيها على باب واحد، وهو أنه ينفي كمال الإيمان الواجب.

ثم قوله -عليه الصلاة والسلام-: حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هذا يشمل الاعتقاد والقول والعمل، يعني: يشمل جميع الأعمال الصالحة من الأقوال والاعتقادات والأفعال، فقوله: حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه يشمل أن يحب لأخيه أن يعتقد الاعتقاد الحسن كاعتقاده، وهذا واجب، ويشمل أن يحب لأخيه أن يكون مصليا كفعله.

فلو أحب لأخيه أن يكون على غير الهداية فإنه ارتكب محرما فانتفى عنه كمال الإيمان الواجب، لو أحب أن يكون فلان من الناس على غير الاعتقاد الصحيح الموافق للسنة، يعني: على اعتقاد بدعي فإنه كذلك ينفي عنه كمال الإيمان الواجب، وهكذا في سائر العبادات، وفي سائر أنواع اجتناب المحرمات، فإذا أحب لنفسه أن يترك الرشوة، وأحب لأخيه أن يقع في الرشوة حتى يبرز هو كان منفيا عنه كمال الإيمان الواجب، وهكذا في نظائرهما.

وقد جاء في النسائي -يعني: في سنن النسائي- وفي غيره تقييد ما يحب هنا بما هو معلوم، وهو قوله: حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير وهذا ظاهر غير بين، ولكن التنصيص عليه واضح.

أما أمور الدنيا فإن محبة الخير لأخيه كما يحب لنفسه هذا مستحب؛ لأن الإيثار بها مستحب، وليس بواجب، فيحب لأخيه أن يكون ذا مال مثل ما يحب لنفسه هذا مستحب، يحب لأخيه أن يكون ذا وجاهة مثل ما له هذا مستحب، يعني: لو فرط فيه لم يكن منفيا عنه، لم يكن كمال الإيمان الواجب منفيا عنه؛ لأن هذه الأفعال مستحبة، فإذا صار المقام هنا على درجتين، إذا كان ما يحبه لنفسه متعلقا بأمور الدين فهذا واجب أن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، وهذا هو الذي تسلط نفي الإيمان عليه.

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه يعني: من أمور الدين أو من الأمور التي يرغب فيها الشارع وأمر بها أمر إيجاب أو أمر استحباب وكذلك ما نهى عنه الشارع، فيحب لأخيه أن ينتهي عن المحرمات ويحب لأخيه أن يأتي الواجبات، هذا لو لم يحب لأنتفى عنه كمال الإيمان الواجب، أما أمور الدنيا -كما ذكرنا- فإنها على الاستحباب يحب لأخيه أن يكون ذا سعة في الرزق فهذا مستحب، يحب أن يكون لأخيه مثل ما له من الجاه مثلا أو من المال أو من حسن الترتيب أو من الكتب أو… إلخ فهذا كله راجع إلى الاستحباب.

ويتفرع عن هذا مسألة الإيثار، والإيثار منقسم إلى قسمين: إيثار بالقرب، وإيثار بأمور الدنيا. ..، أما الإيثار بالقرب فإنه مكروه لأنه يخالف ما أمرنا به من المسابقة في الخيرات والمسارعة في أبواب الطاعات سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَسَارِعُوا إِلَى فالمسارعة والمسابقة تقتضي أن كل باب من أبواب الخير يسارع إليه المسلم ويسبق أخاه إليه وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ .

والقسم الثاني الإيثار في أمور الدنيا يعني: في الطعام في الملبس في المركب في التصدر في مجلس أو ما أشبه ذلك فهذا مستحب أن يؤثر أخاه في أمور الدنيا كما قال -جل وعلا- في وصف خاصة المؤمنين: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فدلت الآية على أن الإيثار بأمور الدنيا من صفات المؤمنين وهذا يدل على استحبابه،

صلة هذا بالحديث، قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه يحب للأخ ما يحب للنفس، قد يقتضي هذا أن يقدمه، فهل إذا كان في أمور الدنيا يقدمه على ما ذكرنا ؟

إن الإيثار بالقرب مكروه، الإيثار في أمور الدنيا مستحب فحبه لأخيه ما يحب لنفسه من أمور الدنيا مستحب هنا أيضا، يستحب أن يقدم أخاه على نفسه في أمور الدنيا.

هذا خلاصة ما في الحديث من البحث، وبهذا يظهر ضابط قوله: لا يؤمن أحدكم وما يتصل بها من الفعل حتى يحب لأخيه حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده والناس أجمعين إن هذا أمر مطلوب شرعا، من لا يأمن جاره بوائقه إلخ.

نكتفي بهذا القدر.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فكثر السؤال بعد درس البارحة عن معنى "الإيثار بالقُرَب" وأنا ظننت أنها واضحة عند الجميع فنقررها لمن لم تتضح له.

الإيثار بالقرب معناه: أن المسألة إذا كانت قربة إلى الله -جل وعلا- فإن الإيثار -إيثار أخيك- بها مكروه؛ لأن هذا ينافي المسابقة التي ذكرنا لكم أدلتها والمسارعة في الخيرات والمنافسة.

فمثلا: أن يكون هناك فرجة في الصف الأول، أو مكان متقدم خلف الإمام فتقف أنت وأخوك المسلم فتقول له: تقدم، تفضل، فيقول لك: لا، تقدم فتقول: تقدم، فمثل هذا لا ينبغي؛ لأنه مكروه بل ينبغي المسارعة في تحصيل هذه القربة، وهي فضيلة الصف الأول.

مثلا: أتى رجل محتاج إلى مبلغ من المال يسد عوزه، خمسين، مائة ريال، أكثر، فأنت مقتدر وأخوك أيضا المسلم مقتدر فتقول له: ساعده أنا معطيك الفرصة، تفضل ساعده، وهذا يقول: لا أنت تفضل من باب المحبة، يعني: أن كل واحد يقدم أخاه، فمثل هذا -أيضا- مكروه لا ينبغي؛ لأن في هذا الباب المسارعة والمسابقة في الخيرات.

كذلك من جهة القراءة، قراءة العلم على الأشياخ، وأخذ الفرص لنيل الطاعات، والجهاد وأشباه هذا، فمثل هذه المسائل تسمى قُرَبا يعني طاعات، فالإيثار في الطاعات يعني: بالقرب لا ينبغي، مكروه؛ لأنه كما ذكرنا ينافي الأمر بالمسارعة والمسابقة، والتنافس في الخير.
حديث: مِن حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يَعنيه
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مِن حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يَعنيه حديث حسن، رواه الترمذي وغيره هكذا.


--------------------------------------------------------------------------------


هذا الحديث -أيضا- من الأحاديث الأربعة التي قال فيها طائفة من أهل العلم -منهم ابن أبي زيد القيرواني المالكي المعروف-: إنه أحد أحاديث أربعة هي أصول الأدب في السنة؛ فهذا الحديث أصل من الأصول في الآداب، كما ذكرنا لكم في أول هذه الدروس أن النووي -رحمه الله- اختار هذه الأحاديث كلية في أبواب مختلفة، في كل باب أصل من الأصول فيه.

قال هنا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

من حسن إسلام المرء "من" هنا: تبعيضية، يعني: ترك ما لا يعني، وبعض ما يحصل به إحسان الإسلام.

بسم الله الرحمن الرحيم

من حسن إسلام المرء من هنا تبعيضية، يعني: أن ترك ما لا يعني: هو بعض ما يحصل به إحسان الإسلام، وحسن الإسلام يعني: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه بعض ما به حُسْن إسلام المرء ترك ما لا يعني، وهذا ظاهر من اللغة.

وقوله -عليه الصلاة والسلام- هنا: حسن إسلام المرء حسن الإسلام جاء هذا اللفظ ومشتقاته في أحاديث متعددة منها -مثلا- قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: إذا أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنة يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا عمل بالسيئة كانت السيئة بمثلها وله ألفاظ أُخَر، فدل هذا وغيره على أن إحسان الإسلام مرتبة عظيمة، وفيها فضل عظيم.

وإحسان الإسلام مما اختلف فيه أهل العلم: -

فقالت طائفة: إحسان الإسلام: أن يأتي بالواجبات، وأن ينتهي عن المحرمات، وهي مرتبة المقتصدين، يعني: الذين جاءوا بقول الله -جل وعلا-: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فالمقتصد هو: الذي يأتي بالواجبات، ويترك المحرمات، ويجعل مع الواجبات بعض النوافل، فقالوا: المحسن لإسلامه هم أهل هذه الصفة، يعني: الذين يأتون بالواجبات وبعض النوافل، ويدعون المحرمات جميعا، فمن كان كذلك فقد حسن إسلامه.

والقول الثاني: إن إحسان الإسلام معناه: أن يكون على رتبة الإحسان في العبادة التي جاءت في حديث جبريل المعروف قال: فأخبرني عن الإحسان قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك فالذي يحسن إسلامه هو الذي وصل إلى مرتبة الإحسان، إما على درجتها الأولى: درجة المراقبة، أو على كمالها وهو: درجة المشاهدة.

وهذا القول الثاني ظاهر في الكمال، ولكنه ليس ظاهرا في كل المراتب؛ ولهذا قالت طائفة -أيضا- من أهل العلم: إن إحسان الإسلام ليس مرتبة واحدة بل الناس مختلفون فيها، فبقدر إحسان الإسلام يكون له الفضل والثواب الذي أعطيه من أحسن إسلامه.

فمثلا: في قوله -عليه الصلاة والسلام-: إذا أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنة يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف قالوا هنا: عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، عشر حسنات لكل من أحسن الإسلام، يعني: لمن كان له الإسلام، وحسن منه فإنه يبدأ من عشر أضعاف للحسنة يعني تكتب له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، هذا بحسب درجته في إحسان الإسلام.

فدل تنوع الثواب على تنوع الإحسان، يعني أن درجة الإحسان تختلف، وأهل إحسان الإسلام فيه متفاوتون لتفاوت الفضل والمرتبة والأجر على ذلك فقال: "إلى سبعمائة ضعف" فمن أسباب مزيدها إلى سبعمائة ضعف أن يكون إحسانه للإسلام عظيما؛ ولهذا قال ابن عباس وغيره من المفسرين: إن الحسنة بعشر أمثالها لكل أحد. يعني: لكل مسلم في قوله -جل وعلا- في آخر الأنعام: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا قال: هذا لكل أحد، أما من أحسن إسلامه فإنه في قول الله -جل وعلا-: وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا وهذا تقرير صحيح، فإن الناس في إحسان الإسلام مراتب.

وهذه المسألة مشكلة، يعني: لو راجعت في الشروح، وكلام أهل العلم مشكلة، لكن كلام أهل التحقيق الذين قرروا هذه المسألة بينوا أن إحسان الإسلام له مراتب، يعني: ليس مرتبة واحدة، وأن أهل المعصية، يعني: من ظلم نفسه، ليس من أهل إحسان الإسلام فقال: من حسن إسلام المرء يعني: هذا الفعل، وهو ترك ما لا يعني من حسن إسلامه، وهذا ظاهر في المرتبتين جميعا، فإن الذي يأتي الطاعات، ويبتعد عن المحرمات فإنه منشغل بطاعة ربه عن أن يتكلف ما لا يعنيه.

وأما أهل الإحسان في مقام المراقبة، أو ما هو أعظم منها، وهو مشاهدة آثار العصمة والصفات في خليقة الله -جل وعلا- فهؤلاء منشغلون بإحسان العمل الظاهر والباطن عن أن يكون لهم هم فيما لا يعنيهم.

إذا تقرر هذا فما معنى قوله: ما لا يعنيه ؟ ما هو الذي يعني والذي لا يعني؟ العناية في اللغة: شدة الاهتمام بالشيء، أو الشيء المهم الذي يُهْتَم به، والذي لا يعني وليس لي به عناية هو الشيء الذي لا ينفع المعتني به، يعني: لا ينفع المتوجه إليه، وليس له به مصلحة، ومعلوم أن أمور الشرع المسلم له بها عناية، وأن فقه الكتاب والسنة له به لكل مسلم به عناية، يعني: فيشتد اهتمامه بها.

فإذاً الاهتمام بما فيه فقه للنصوص هذا مما يدل على حسن إسلام المرء، قال: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه بالمفهوم أن من حسن إسلام المرء الاهتمام بما يعنيه، ما لا يعني المرء المسلم من الأقوال التي ليس لها نفع له في دينه، ولا في دنياه أو في آخرته أو في أولاه، فإن تركها من حسن إسلام المرء، وهذا عام يشمل ما يتصل بفضول العلوم التي لا تنفعه، وبفضول المعاملات، وبفضول العلاقات، ونحو ذلك فتركه ما لا يعنيه في دينه فإنه هذا دليل حسن إسلامه.

يعني: دليل رغبته في الخير؛ لأن التوسع، أو إتيان ما لا يعني في العلاقات، أو في الأقوال أو في السمع … إلخ هذا زريعة لأن يرتكب شيئا محرما، أو أن يفرط في واجب، تفوته رتبة المقتصدين التي هي أقل رتب أهل حسن الإسلام.

أدخل الشراح أيضا وهذا واضح وبَيِّن، وقد جاء في بعض الأحاديث أن مما لا يعني المرء الكلام أو السماع، الكلام نطقا أو سماع الكلام، يعني: أن من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه من الكلام، سماعا أو نطقا، وهذا ظاهر بين؛ لأن اللسان هو مورد الزلل، والأذن أيضا هي مورد الزلل، فاللسان نطقا محاسب عليه العبد مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وهذه الآية عامة، فإن الملك يكتب كل شيء حتى الأشياء التي لا تؤاخذ بها.

قال بعض السلف: يكتب حتى أنين المريض، يعني: حتى ما لا يؤاخذ به فإنه يكتبه، وهذا هو الراجح في أنه يكتب كل شيء، ولا تختص كتابته بما فيه الثواب والعقاب، وذلك لدليلين:

الأول: أن قوله: "من قول" هذه نكرة في سياق النفي، وسبقتها من، وهذا يدل على التنصيص الصريح في العموم يعني: الذي لا يتخلف معه شيء من أفراده ألبته مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ فأي قول لفظ فإنه يكتب.

الدليل الثاني: أن تقسيم ما يكتبه الملك إلى أنه يكتب ما فيه الثواب والعقاب، هذا يُحتاج له، أن يُثبت أن الملك الذي يكتب عنده التمييز في الأعمال ما بين ما فيه الثواب، وما لا ثواب فيه، والتمييز في النيات وأعمال القلب والأقوال التي تصدر عن أعمال القلوب. .. وإلخ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان: وهذا لا دليل عليه، يعني: أن الملك يعلم ما يثاب عليه من الأقوال، وما لا يثاب عليه، وإنما الملك كاتب، كما قال -جل وعلا-: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ كِرَامًا كَاتِبِينَ إلخ. دل هذا على أن ترك ما لا يعني في الأقوال في القول لفظا أو سماعا أن هذا مما تعظم به درجة العبد.

لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ فلهذا يظهر من الحديث عند كثيرين أن المراد به -كما ذكرت- القول أو السماع، فيدخل فيه إذن البحث عن أحوال لا تخصك، أو لا تعنيك في دينك، أو الحرص على معرفة الأخبار، أخبار فلان، وأيش عمل، وأيش سوَّى وقال وفعل، وخبره مع فلان، وأيش عندك من الأخبار، وأيش قال فلان، والناس أيش عملوا، ونحو ذلك.

فالاهتمام بهذه الأشياء بما لا يعني هذا مخالف لما يدل عليه حسن الإسلام، فمن أدلة حسن الإسلام ترك ما لا يعني من فضول الأقوال، وفضول ما يسمع.

فإذاً هذا الحديث من أحاديث الآداب العظيمة فينبغي لنا -وجوبا- أن نحرص على حسن الإسلام؛ لأن فيه من الفضل العظيم ما فيه، ومن حسن الإسلام أن نترك ما لا يعني من الكلام أو السماع، الكلام، الأسئلة التي ليس لها داع، يأتي يستفصل وتارة مع من هو أكبر منه، أو من قد يحرج باستفصاله، وتدقيق في الأسئلة، تجميع الأخبار عن الناس، وهذا فعل، وهذا ترك، وهذا ذهب، وهذا جاء. .. إلخ.

والتحدث بها، وتوسيع ذلك هذا كله مذموم، ويسلب عن العبد حسن الإسلام إذا غلب عليه، ولهذا نقول: في هذا الحديث وصية عظيمة في هذا الأدب العظيم من المصطفى -عليه الصلاة والسلام- فإن من حسن إسلام المرء أن يترك ما لا يعنيه، ما لا يعنيه في دينه، ما لا يعنيه في أمر دنياه، ما لا يعنيه من الأقوال، ومما يسمع أو مما لا يسمع، وأشباه ذلك.

فإن في هذا الأثر الصالح له في صلاح قلبه، وصلاح عمله، والناس يؤتون من كثرة ما يسمعون أو يتكلمون، ولهذا قال بعض السلف في أناس يكثرون الكلام والحديث مع بعضهم قال: هؤلاء خف عليهم العمل، فأكثروا الكلام، وهذا مذموم أن نكثر الكلام بلا عمل، نجلس مجالس طويلة ساعة، ساعتين، ثلاث في كلام مكرر، وضار لا نفع فيه والواجبات لو تأملها كثيرة، تجد أنه يتوسع في مباح، وربما كان معه بعض الحرام في الأقوال والأعمال ويترك واجبات كثيرة، وهذا ليس من صفة طلاب العلم، فطالب العلم يتحرى أن يكون عمله دائما فيما فيه نفع له، يعني فيما يعنيه مما أمر به في الشريعة أو حُث عليه، وأن يترك ما لا يعنيه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

هذا الحديث قال عنه النووي في آخره: حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا، وتحسينه من جهة كثرة طرقه، من كثرة شواهده.

والراجح عند علماء العلل أنه مرسل، فقد قال أحمد ويحيى بن معين وجماعة: إن الصواب فيه أنه مرسل، ولكن له شواهد كثيرة قريبة من لفظه؛ ولهذا حسنه النووي -رحمه الله- وقال: حديث حسن، رواه الترمذي وغيره هكذا، فالصواب أنه حسن لغيره لشواهده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin



عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 10/11/2007

حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه   حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه I_icon_minitimeالإثنين 26 أكتوبر - 13:05

جازاك الله خير الجزاء على هذا البحث المفيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amroalem.yoo7.com
zoubir




عدد الرسائل : 4
تاريخ التسجيل : 11/11/2007

حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه   حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه I_icon_minitimeالإثنين 26 أكتوبر - 13:13

تشجيعاتي الأخ رشيد على ما تبذله من مجهود، وفقك الله في دراستك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mohammed Amine Belada

Mohammed Amine Belada


عدد الرسائل : 12
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه   حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه I_icon_minitimeالخميس 29 أكتوبر - 6:12

[b]شكرا جزيل لك أيها الأخ الكريم على هذا البحث الجميل
جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kawtar

kawtar


عدد الرسائل : 43
العمر : 29
Localisation : الرباط
تاريخ التسجيل : 28/10/2009

حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه   حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه I_icon_minitimeالخميس 29 أكتوبر - 7:42

بارك الله فيك اخي الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثانوية عمرو عالم الأعدادية :: منتدانا (تنبيه هام : أي مشرف قام بمسح مشاركة أحد الأعضاء فسوف تنزع منه رخصةالإشراف.) :: الإسلام سلوك ومعاملات-
انتقل الى: